روكسل  د ب أ - قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اليوم الخميس إن روسيا مستعدة للمساعدة في دعم أوروبا لمواجهة الأزمة التي تعصف بعملتها المشتركة، إلا أنه لم يعلن عن إجراءات ملموسة في هذا الصدد وذلك في أعقاب قمة مع مسئولين بارزين بالاتحاد الاوروبي في بروكسل.

وقال للصحافيين "نحن مستعدون للاستثمار في الوسائل المالية اللازمة لدعم الاقتصاد الأوروبي ومنطقة اليورو (...) نحن مستعدون لبحث اتخاذ تدابير أخرى من الدعم".

وأضاف سريعا "لكن الشيء الرئيسي هو القرارات التي ستتخذها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (...) وفي نهاية المطاف، أوروبا فقط هي التي ستتمكن من مساعدة أوروبا. ولكن ينبغي على الدول الأخرى أن توفر الشروط لأوروبا لتحرير نفسها من عبء الازمة".

وكان زعماء الاتحاد الاوروبي قد دعوا المجتمع الدولي الاسبوع الماضي إلى تقديم مزيد من المساعدة بعد أن قرروا تقديم قروض بقيمة 200 مليار يورو (267 مليار دولار) لصندوق النقد الدولي لتعزيز برامج الإنقاذ.

وعلى هامش قمة اليوم الخميس، تحدث الدبلوماسيون الروس عن 20 مليار يورو كرقم محتمل للمساهمة من قبل موسكو.

وقال ميدفيديف إن "روسيا مهتمة بالحفاظ على الاتحاد الاوروبي كقوة اقتصادية وسياسية"، مشيرا الى العلاقات التجارية بين الجانبين والاحتياطات التي تمتلكها بلاده من اليورو وتابع "هذا هو سبب استمرارنا في دعم الاتحاد الأوروبي".

وبدأت القمة، مساء أمس الاربعاء بمأدبة عشاء غير رسمي، وألقت مزاعم المعارضة الروسية بحدوث تزوير في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بظلالها عليها.

وقال رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي للصحفيين إن الاجتماع شهد "مناقشة صادقة" حول هذه المسألة.

وتابع "نحن قلقون بشأن المخالفات وعدم وجود نزاهة.. ونحن قلقون إزاء اعتقال المتظاهرين".

ودعا البرلمان الأوروبي أمس الأربعاء إلى حل الأزمة من خلال إجراء جولة جديدة "لانتخابات حرة ونزيهة" وفتح تحقيقات في أي مزاعم بالتزوير.

وقال جيرزي بوزيك رئيس البرلمان الأوروبي في بيان " لا يمكن التحايل على حقوق الإنسان وحرية التعبير. يريد البرلمان الأوروبي شريكا جادا يشاركنا قيمنا المتعلقة بسيادة القانون والحرية والعدالة".

ورفض ميدفيديف التعليق على القرار، لكنه أشار إلى أن البرلمان الروسي "أعرب عن استيائه لموقف البرلمان الأوروبي، الذي يجب أن يتعامل مع القضايا الأوروبية لأن لديهم الكثير من المشكلات".

كما لا يتوافق الاتحاد الأوروبي وروسيا بشأن عدة قضايا دولية، وأبرزها كيفية الرد على حملة القمع التي يمارسها النظام في سوريا ضد المعارضين. وتعرقل موسكو صدور إدانة من الأمم المتحدة لممارسات دمشق.

وقال فان رومبوي إنه طلب دعم ميدفيديف في هذه القضية.

كما لم يحقق الجانبان أي تقدم في مجال "الخطوات المشتركة" التي ينبغي اتخاذها للتوصل إلى إلغاء التأشيرات وحرية السفر بين روسيا والاتحاد الأوروبي.

من جانبه، قال رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروسو إن "المهمة التي تنتظرنا هي التنفيذ الكامل للخطوات المشتركة المتفق عليها التي يمكن أن تؤدي إلى فتح مفاوضات إلغاء التأشيرات (...) الهدف هو وجود نظام لحرية السفر بدون تأشيرة، ولكن هذا الهدف بعيد المدى".

في غضون ذلك، من المتوقع نمو التجارة بين الجانبين حيث من المنتظر أن تنضم روسيا غدا الجمعة إلى منظمة التجارة العالمية. وقال فان رومبوي إن انضمام روسيا سيقدم "عددا لا يحصى من الفرص الجديدة للاستثمار والتجارة والنمو العالمي".

0 التعليقات :

إرسال تعليق

التعليق العادي